بين الحوار و مراعاة التغييريين، و شيطنة و معاداة الوضوح أين نحن و من نمثّل؟
لا يُخفى على أحد إنقسام شارع ١٧ تشرين الى قسمين، بين تغييريين مؤيديين للحوار و التواصل مع بعض الذين يحاولون التملّص من مسؤولية الإنتماء الى المنظومة على مرّ السنوات و مع من يتمسكون ب كلن يعني كلن و الوضوح السياسي والوقوف مع الناس بمواجهة النظام القائم.
الذين يتهرّبون من المسؤولية اليوم هم نواب ووزراء و ساسة شاركوا في هذا الحكم في السنوات الماضية، تحاصصوا، تقاسموا وسرقوا البلد. كانوا شهود أو شركاء في هدر المليارات من أموال الدولة. كانوا شهود أو شركاء في تعيين المدراء و الحكام و القضاة و الأجهزة العسكرية الفاسدة التي ساعدت في انهيار الدولة لمصلحة النظام. كانوا شهود أو شركاء في انفجار المرفأ. كانوا شهود أو شركاء في السياسات المالية الخاطئة التي أدت الى الإنهيار الإقتصادي الذي وصلنا اليه، و أخيراً كانوا شهود أو شركاء ببيع الخط ٢٩ و بيع حقوقنا و ممتلكاتنا و التطبيع مع العدو، و سواء كانوا شهود أو شركاء هذا لا يخفّف من المسؤولية أو يؤدي الى التحالف أو التشبيك مع أي ركن من أركان المنظومة.
هذا النظام الذي سعى الى شيطنة ثورة ١٧ تشرين فمن منّا لم يُتهم بأنه عميل إسرائيلي أو مموّل من السفارات عندما هاجمنا حزب الله و حلفائه، و من منّا لم يُتّهم بأنه إيراني عندما هاجمنا المحور الآخر، و من منّا لم يسعى لتغيير النظام من الداخل عبر النقابات و الإنتخابات الى أن أصبحنا جزء من هذا النظام فمنهم من قرر التشبيك معنا لبناء ١٤ أذار جديد و بناء تغيير مكوّناته أحزاب كانت و لا تزال جزء من هذا النظام.
بين هذه الخيارات خيارنا سيكون الوضوح و فقط الوضوح بمواجهة هذا النظام و جميع أركانه (كلن يعني كلن) دون الإنضواء تحت أي محور من محاور النظام مهما كان الطريق صعب و طويل، مهما تعرضنا للشيطنة من الشيطان. و سنحاول إسقاط كل السرديات التي تسعى إلى بناء تغيير كاذب يؤدي الى انهيار ثورة ١٧ تشرين و بناء النظام من جديد.
من نمثّل؟ نمثّل ليلة ١٧ تشرين التي كانت لحقي أول الداعين الى الشارع فيها، تلك الليلة التي كانت أول ضربة مسمار في حائط المنظومة، تلك الليلة التي أرعبتهم و هزت عروشهم، سنحارب مع من تبقّى من تلك الليلة، سنراكم التغيير مع من انتفض من الناس الى جانب الناس في مواجهة المنظومة الطائفية السياسية.
#القوة_للناس.