رفيق غريزي - الحلّ من الجذور!
4 ايار 2020
دون مقدّمات وضربة في الصّميم. لن يستقيم بلدنا بأشباه الحلول أو بأنصافها، بل يحتاج إلى حلول جذريّة.
الحلول الجذريّة آتية لا مفرّ، لأنّ المعادلة بسيطة؛ لا مجال للتّرقيع في ذاكرة النّاس. فمن أخفق قد أخفق.
ولأنّ الطّبيعة تقلّب وتطهّر وتبدّل وتغيّر رداءها بين الحين والحين، فكم بالحريّ فيما يتعلّق بالسّلطة والحكم إلخ...
الثّورة لا تبحث عن نظام بديل، فالنّظام الدّيمقراطيّ هو ركيزة الثّورة. بل إنّ الثّورة تطمح إلى إقصاء الطّغاة عن اللّعبة بعد أن أفسدوا وخالفوا قواعدها.
إنّ الثّورة لا تهدف إلى إلغاء الأحزاب أو حقّها بالمشاركة السّياسيّة، بل على العكس؛ فالأحزاب هي ركيزة العمل الدّيمقراطيّ.
الثّورة تهدف إلى إلغاء الطّائفيّة والمذهبيّة من أداء الأحزاب، تعميم ثقافة المحاسبة الدّاخليّة، مكافحة التّفرّد...
هنا جوهر الموضوع؛ فالنّموذج المقدَّم من الأحزاب، الأحزاب كلّها، بعد ثورة ١٧ تشرين، لا يزال هو هو: خطاب خشبيّ مرّ عليه الزّمن. هي تتصرّف وكأن لم يمرّ تاريخ ١٧ تشرين بعد.
هذا ما يوصلنا إلى خلاصة أنّ الأحزاب إذا ما استمرّت بهذا الأداء الخشبيّ، مقابل استمرار تفشّي وتعاظم حالة الوعي، فسنرى أحزابًا يتلاشى مصيرها مثل مصير حزب النّجادة وشبيهاته.
المجتمع يحتاج إلى أحزاب متعصرنة، تواكب الزّمن؛ تحتاج إلى ممارسة تخاطب الجيل الجديد والتّقدّم والتّكنولوجيا. المجتمع يحتاج إلى أحزاب تؤمن بالوعي والنّقاش والمحاسبة.
سيستغرق الأمر فترة من النّضال، ولكن ما لا شكّ فيه أنّ المجتمع يتبدّل تبديلًا دائمًا.