علاء الصايغ - لا نخاف أن نحلم!
4 تشرين الثاني 2019
في جمال الثورة يطول الحديث ولكن الفكر لم يستوعب بعد الا القليل؛
الناس تركض في الشوارع والعدد قليل ولكن الحلم كبير وسيارة فارهة تمر جنبنا لعله نائب أو وزير، صرخت شابة صغيرة: هاجموه!
نزل من سيارته ومعه المسلحين وحاولوا المرور بالقوة صرخت قلوب الحشد الصغير: القوة للناس..اوقفوه!
صبية بوجه رشاش تحمي الحلم الكبير والخوف أمامها ذليل: عليهم، اصبحت شعار!
قوتنا لنا ولو للحظة فعرفنا أن فينا قوة لا يذلها سوى الخوف.. اتجهوا إلى الرينغ صرخ شاب! اقطعوا الطريق صرخ شاب اخر..
انتشرت الاخبار العاجله مثل نار في هشيم...
من هاتف نقال إلى هاتف نقال واتجه الناس إلى الساحات! هذه المدينة لنا.. سنستعيدها.
احلامنا لنا...
حقوقنا لنا...
هذه البلاد لنا ونعم يستفزنا الزجاج الأسود القاتم.. يحجب وجوه السارقين! لا نخاف النظر في أعينهم ولا أن نقول لهم حقيقتهم.. هم يختبؤون خلف زجاج قاتم وفي سيارات قاتمة ومعهم قلوب قاتمة تحمل سلاح علموها الطاعة العمياء وهم الذين عندهم قصور فخمة أسوارها عالية واسعارها غالية.. اغلى من اعمارنا التي تحولت بفضل سياساتهم الى اسوار وحدائق! نريد الباقي من العمر.. اعمارنا لنا!
اعتقلوا منا مائة وأكثر.. بوجهنا فقراء مثلنا.. مقهورون مثلنا.. وربما أكثر ولكنهم نزعوا عنهم صفة مواطن واسموهم "عسكر"!
خرجت الناس.. فهذا الخوف لم نعد نخشاه وأحلامنا لنا وهذا الحلم حقيقة يصبح لو عشناه!
دقيقة أو ساعة أو يوم احلامنا لنا ونحن الحقيقة ولا شيء سواه..
تراجعت السلطة وأخرجوا المعتقلين والمعتقلات وعدنا إلى الساحات.. بعضهم قال مئات الآلاف واخرون قالوا ملايين ..
قالوا وما همنا ما قالوا وما يقولون! نحن الناس لا تحد احلامنا وحدة قياس!
لسنا عدد نحن مدد!
ثورتنا فكرة..
ثورتنا حلم..
ثورتنا حقيقة لا تغتال!
سفارات تمولكم..
قائد يحرككم..
عهر وفساد بينكم..
طبعاً وكيف لهم أن يروا غير ما في أنفسهم!
كلامهم مرآة حقيقتهم.. أما نحن فليس لنا سوى قلوب الناس!
قلوب الناس بيوت الناس..
سفيرنا رجل خسر رجله فلا ضمان صحي ولا ضمان شيخوخة يحميه رغم هذا خرج بعصاه يكنس الأرض لان الوسخ أذاه!
سفارتنا مائدة امرأة مسنة اعدت ما اعدت من طعام وشراب وافترشت معنا الساحات..
سفارتنا دموع عسكري رفض أمر رجل عسكري اخر يحمل النجوم على كتفيه ويطمح للمزيد فلا ضرر من ارضاء سياسي بقمع الناس لأنهم من معارضيه!
سفارتنا شيب وشبان يدفعون الليرة فوق الليرة لنصمد اكثر في الساحات!!
تقودنا احلامنا كل يوم إلى الساحات...
قائد من هذا الذي ينحاز للناس؟
لا قائد لنا سوى الاحلام!
يحاولون التحايل على احلامنا ويريدون أن يخدعوننا بمزيد من الكلام..
هي ليست ثورة الناشطين والناشطات ولا منظمات المجتمع المدني هي ثورة الناس! أولئك الذين صمتوا طويلا وصبروا صبرا جميلا فظنهم السياسيون لا يعلمون.. هؤلاء يعلموننا كل يوم دروس في الثورة!
للحديث والأحلام تتمة..
السلطة لبنان