تخطى إلى المحتوى

عدروب المرج مشينا

9 حزيران 2019 - عدروب المرج مشينا

نظمت "لِحقّي" بالشراكة مع "هيئة المبادرة المدنية" في عين داره و"الحملة الوطنية للحفاظ على مرج بسري" و"إئتلاف ادارة النفايات" و"لجنة كفرحزير البيئية" و"حزب الخضر اللبناني" و"الحملة الوطنية لإنقاذ جبل الريحان"، نشاطاً بيئياً، اراد المشاركون والمشاركات من خلاله الإضاءة على الكوارث البيئية الحاصلة في لبنان من شماله الى جنوبه حتى بحره.

وهدف النشاط الى زيادة الوعي البيئي من خلال جمع القضايا البيئية وتوجيه رسالة مفادها ان القضايا البيئية لا تُجزأ وان الوقت حان للتعاطي مع القضايا البيئية بجدية وعدم اعتماد الاستنسابية المناطقية الضيقة او ادخال السياسية والحسابات المصلحية في مقاربتها ومعالجتها.

اليوم البيئي- الترفيهي الطويل الذي جمع العشرات من الناشطين من كل المناطق اللبنانية ومن سكان القرى المحيطة بمرج بسري تخلله زيارات ميدانية للمواقع الاثرية التاريخية، ومشي في الطبيعة الخلابة في ارجاء المرج، اضافة الى ورشات عمل ونقاشات مفتوحة حول الواقع البيئي في لبنان.

ففي وقت تضع السلطة السياسية نصب اعينها "سرقة وتشويه" معالم لبنان الطبيعية وثرواته عبر مشاريع لا جدوى منها سوى تجميع الاموال وتأمين مصالحها، تعتبر الحركات والجمعيات المشاركة أن وجودها في مرج بسري واقامتها لهذه الانشطة الترفيهية والتثقيفية ما هي الا صرخة بوجه ما يحصل، ودق لناقوس الخطر الذي بات يتهدد الجميع من دون استثناء.

وفي ظل هذا الواقع، وانطلاقا من اصرار السلطات على اقامة سد مائي من شانه ان يمحي جمالية ورمزية مرج بسري، فإن التردي البيئي في لبنان، كل لبنان، بات يُشكل خطراً على الإنسان والطبيعة وعلى كل ما هو حي في هذا البلد نتيجة السياسة المعتمدة اليوم من جانب المسؤولين غير المسؤولين.

وبعد تنفيذ وقفات إحتجاحية رمزية عدة في كل من كفرحزير شمالاً و المدور (الكرنتينا) وكسارات عين داره ومكب الكوستا برافا ومعملي الجية وسبلين في الإقليم وجبل الريحان في الجنوب، انطلقت الحافلات الى بلدة عماطور في الشوف حيث توجه المشاركون والمشاركات من العين في البلدة نحو مرج بسري حيث موقع إنشاء السد الكارثي سيراً على الاقدام حيث أقيمت نشاطات ترفيهية وتوعوية.

وأجمع الجميع على رفض إنشاء محارق النفايات الكارثية القاتلة، والمكبات البحرية-الفضيحة على شواطئنا.

وتم التأكيد مرة اخرى على وجود حلول بيئية وصحية بديلة من شأنها تخفيف انتاج النفايات والفرز من المصدر والفرز الثانوي، وإعادة تدوير وإستخدام النفايات الصلبة، والمعالجة الصحيحة للنفايات العضوية، والتخلص الصحي للمرفوضات التي ستكون نسبتها ضئيلة في حال استخدم كل ما سبق.

وتم التأكيد على ان المحارق لا تناسب نوعية نفاياتنا وطبيعة جغرافيتنا، على اعتبار ان لا بيروت ولا أية منطقة أخرى يمكن ان تتحمل التلوث الذي سينجم عن محارق النفايات، وهي في الحقيقة محارق موت للسكان، عبر سموم دخانها والسموم المنتجة في رماد هذه المحرقة، وكأن ما تنتجه معامل الإسمنت والمعامل الحرارية من سموم غير كافٍ لإعلان حالة طوارئ بيئية كما في سبلين والجية.

كما ذكر المشاركون والمشاركات بالحفاظ على ما تبقى من مساحات خضراء واماكن ذات تنوع بيولوجي يُنقذ ما تبقى من حياة برية من خلال الوقف الفوري للكسارات التي تنهش جبال لبنان وتنثر غبارها في رئة اللبنانيين واللبنانيات، مهددةً صحتهم وصحة اولادهم.

وذكر المشاركون بعدم نسيان الكارثة الحاصلة في جبال بلدة عين داره وجوارها.

ووجه المشاركون والمشاركات نداء إغاثة أخير لكل ما يرفض ان يرى واقع سد بسري الكارثي وهذه الجريمة بحق الإنسان والطبيعة، وسألوا: "كيف يُمكن ان تُجر وتُجمع مياه ملوثة لتزويد البيارتة وسكان ضواحي بيروت بمياه ملوثة، وكيف يمكن ان تُجمع مياه ملوثة في بقعة ارض كان يجب ان تكون محمية طبيعية، وكيف يُمكن ان تُدمر هذه الطبيعة بسد احتمالات فشله وعدم قدرته على تخزين المياه كبيرة ومدعومة بدراسات؟".

وتتمنى لِحقي وكل الحركات البيئية المشاركة ان ينضم اليها مزيد من المواطنين والناشطين والمهتمين لانقاذ ما تبقى من طبيعة لبنان..

نشاط بيئي ونداء بيئي عل المعنيين يسمعون.

نجاح مشروع التغيير هو أقرب من أي وقت مضى!

مسارنا نحو خوض معركة الحقوق طويلة. انضموا إلينا من خلال التبرع لحملتنا أو التطوع في بلداتكم ومدنكم.